هو فترة طويلة من الركود الاقتصادي، حيث ينخفض النشاط الاقتصادي بشكل عام، وتقل الإنتاجية والإنفاق. يرتبط الكساد بانخفاض الناتج المحلي الإجمالي (الناتج الاقتصادي الكلي للبلد)، وزيادة معدلات البطالة، وتقلبات في أسواق المال.
أسباب الكساد
تتسبب عدة عوامل في حدوث الكساد، ومن بين هذه العوامل:
- انخفاض الإنفاق: عندما يقل الإنفاق، سواء من الأفراد أو الشركات أو الحكومة، يمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض الطلب على السلع والخدمات، مما يسهم في انخفاض الإنتاج والنشاط الاقتصاد
- تراجع الاستثمار: قد يتراجع مستوى الاستثمار في البنية التحتية والمشاريع الاقتصادية، مما يؤثر سلباً على النمو الاقتصادي.
- التقلبات في أسواق المال: تقلبات في أسواق الأسهم والعملات يمكن أن تؤدي إلى اضطرابات اقتصادية وتأثيرات سلبية على الثقة والاستثمار.
- ارتفاع معدلات الفائدة: رفع معدلات الفائدة من قبل البنوك المركزية قد يقلل من الإقراض ويشجع على التوفير، مما يؤثر على النشاط الاقتصادي.
- تغيرات هيكلية: تغيرات في هيكل الاقتصاد أو في الصناعات المحددة يمكن أن تؤدي إلى تراجع في بعض القطاعات وتأثير سلبي على النمو.
- الأزمات المالية: وقوع أزمات مالية كالأزمة الاقتصادية العالمية في عام 2008 يمكن أن تسبب تدهورًا كبيرًا في الأسواق المالية والاقتصاد.
- تراجع الطلب العالمي: انخفاض الطلب على الصادرات يمكن أن يؤثر على الاقتصاد الوطني، خاصة إذا كان الاقتصاد يعتمد بشكل كبير على التجارة الدولية.
أنواع الكساد
يمكن تقسيم الكساد إلى نوعين رئيسيين:
- الكساد الكلي: يحدث عندما ينخفض الطلب الكلي في الاقتصاد. عندما ينخفض الإنفاق الاستهلاكي والاستثماري والحكومي، يمكن أن يحدث تراجع في الطلب على السلع والخدمات، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاج وزيادة في معدلات البطالة.
- تكدس الإنتاج: يحدث عندما يكون هناك إنتاج زائد أو زيادة في المخزون دون أن يكون هناك طلب كافٍ لاستيعابه. عندما يكون هناك تراكم للسلع أو الخدمات بدون زيادة في الطلب، يمكن أن يؤدي ذلك إلى انخفاض في الإنتاج والإنفاق وفترة من الكساد.
حالات الكساد الاقتصادي
تحدث حالات الكساد الاقتصادي في سياق تراجع النشاط الاقتصادي وتقلص الإنتاج والاستثمار، مما يتسبب في انخفاض الطلب الكلي وزيادة في معدلات البطالة. قد تحدث هذه الحالات لأسباب متنوعة، وقد تكون نتيجة لعوامل داخلية أو خارجية. إليك بعض حالات الكساد الاقتصادي الشهيرة:
- أزمة الاقتصاد العالمي 2008: وقعت هذه الأزمة بدايةً من الولايات المتحدة حيث شهدت أزمة في قطاع الرهن العقاري، وامتدت آثارها إلى جميع أنحاء العالم. تسببت تداولات غير أخلاقية في القروض الرهنية والتوريط الكبير للبنوك في تراجع في أسواق الأسهم وانهيار في بعض الشركات المالية الكبيرة.
- الكساد في عقبة الحرب العالمية الأولى: بعد انتهاء الحرب العالمية الأولى، تأثرت العديد من الاقتصادات بحالة من الكساد نتيجة تكلفة الحرب الباهظة والتداولات الاقتصادية غير المستقرة.
- أزمة الديون السيادية في منطقة اليورو: في بداية العقد الحادي والعشرين، تأثرت بعض الدول في منطقة اليورو بأزمة مالية وديون سيادية، مما أدى إلى تقلبات في أسواق المال وتدهور في النمو الاقتصادي.
- أزمة النفط في أوائل السبعينات: شهدت حالة من الكساد الاقتصادي خلال أوائل السبعينات بسبب ارتفاع أسعار النفط نتيجة لأزمة النفط في عام 1973، حيث قاطعت دول المنتجين للنفط الإمدادات للدول التي دعمت إسرائيل.
كساد الثلاثينيات (العظيم): حدث هذا الكساد في أواخر العشرينات وأوائل الثلاثينات من القرن العشرين، وكانت إحدى أكبر حالات الكساد في التاريخ الحديث. شهدت الولايات المتحدة والعديد من الدول الأخرى انخفاضًا حادًا في الإنتاج الاقتصادي وارتفاعًا كبيرًا في معدلات البطالة.